جهود تعليم الصم في غزة
فضل كراز، معلم لغة الإشارة، يسعى جاهدًا للوصول إلى الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في قطاع غزة، حيث تعاني هذه الفئة من تحديات كبيرة نتيجة الأوضاع الأمنية. يروي كيف يتواصل مع أم محمد، التي تخشى على أبنائها الصم من مخاطر القصف.
المعاناة اليومية
تعيش أم محمد في خيمة نزوح مع ثلاثة أطفال، اثنان منهم فاقدان للسمع. تعبر عن قلقها قائلة: "أخاف عليهم كثيراً... لو هناك قصف قريب لا يسمعونه". هذا الخوف يجعلها تشعر بالعجز عن حمايتهم، حيث لا تستطيع التحذير منهم في حالة الطوارئ.
التعليم كوسيلة للنجاة
فضل كراز، الذي يعمل في مجال تعليم لغة الإشارة منذ 33 عامًا، قرر التوجه لمساعدة الصم بالمجان في ظل الظروف الحالية. يقول: "عملي الطويل في مجال لغة الإشارة خلق علاقة وطيدة بيني وبين الصم، وأقوم بتعليمهم نصائح منقذة للحياة".
تحديات إضافية
يواجه الصم تحديات أكبر من مجرد عدم سماع الأصوات، مثل الحصول على الماء. يروي فضل كيف أن أم محمد كانت مضطرة للذهاب لجيرانها طلبًا للمساعدة عند توزيع المياه، بسبب عدم قدرتها على سماع صوت التنبيه.
التواصل هو الحل
تدريبات فضل تشمل تعليم الآخرين أساسيات لغة الإشارة، مما يتيح لهم التواصل مع الصم وتحذيرهم عند الحاجة. يوضح فضل: "كان الحل الأمثل هو إيجاد لغة تواصل بينهم وبين الآخرين".
استمرارية الجهود
رغم المخاطر، يواصل فضل عمله، حيث يدرك أهمية دوره في تعليم الأطفال مثل محمد شلح، الذي قال: "الأستاذ فضل علمني الكثير". هذا الإصرار على الاستمرار يعكس رغبة قوية في إنقاذ الأرواح في ظل الأوضاع الصعبة.
دور المؤسسات
تدعم جهود فضل مؤسسات مثل "جمعية أطفالنا للصم" التي تبذل جهودًا كبيرة لتقديم الخدمات رغم التحديات. يقول مدير الجمعية: "نظرًا للحاجة الكبيرة، تمكنت الجمعية من إيجاد مكان جديد لاستمرار عملها".
"الإرادة كانت أقوى من الدمار" - فادي عابد